أيُ شموخ شموخكَ يا بَلَدي

أيُ شموخ شموخكَ يا بَلَدي
((تأملات))

تأملتُ
فيكَ كثيراً يا بلدي
تأملتُ وتأملت
فوجدتكَ شامخاً بكل شيء
نظرتُ الى
النخيل
فرأيتهُ شامخ لا ينحني
فأُ عجبتُ كثيراً بشموخهِ
لأنه كان يتحدى
يتحدى كل شيء
يتحدى
الريح إن هَبت
ويتحدى
الأمطار إن هَطلت
ويتحدى
الأيادي إن اليهِ مُدَت
يتحدى
الأيام القاسية
يتحدى
كل شيء
بعنادٍ وشموخ
ففرحتُ بذلكَ كثيراً
لأنَ هذا النخيل
نخيلُ بلدي

وبعد ذلك
نظرتُ الى الجبال
فرأيت القمم
قممٌ قممٌ قمم
فوجدتها أيضاً شامخة
وتعانق السماء
سمائكَ يا بلدي
ووجدتها لا تنحني
لا تنحني إلا للواحد القهار
وجدت بها عنادٌ طويل
عنادها منذ الأزل
تحدت أيضاً
هطول المطر
وتحدت
الريح الأصر
وبقت شامخة
ووجدت فيها
عنفوان
عنفوانكَ يا بلدي
ففرحتُ كثيراً
لأنها جبال بلدي

وبعد ذلك
أخذتني عيوني
الى
أنهار بلدي
فنظرتُ الى
الفرات
فوجدتهُ
ينساب ويتدفق
ينساب وهوَ حُر
وفيهِ دُرَرٌ ودُر
دُرر الحرية
ودُر الأحرار
ويتدفق في كل مكان دون تردد
يتدفق في كل أرضَ بلادي
لا يفرق
بين
جنوب أو غرب
شمال أو شرق
ولا يقول
هذه أرض شيعة
أو يقول
تلكَ أرض سنة
فوجدتُ في الفرات
الحرية
و
الوحدة
وعشقتُ ذلك
وفرحتُ كثيراً
وسررتُ كثيراً
لأن الفرات
فراتَ بلدي

ونظرتُ الى
دجلة
فوجدتها عروس الأنهار
والماءُ فيها أعذب من الزلال
صافي
كصفاء قلبك يا بلدي
ووجدتُ جرفانها تحتضن ميائها
كما الحبيبُ يحتضن حبيبه
بلهفه وشوق
هكذا كانت دجلة
وهكذا كانت
مياهها
وجرفانها
ووجدتها تمثل
الصفاء والحب والوفاء
ففرحتُ كثيراً
لأن دجلة
دجلة بلدي

وبعد ذلك
أخذني النظر
الى صحرائك يا بلدي
فوجدتها
تختلف عن كل صحارى الكون
وجدتُ فيها الأنتماء
إنتمائك يا بلدي
وجدت الصحراء تتكلم
وتنطق
نعم تنطق
نطقت
وسمعتها
سمعتها تقول
أنا عراقية
أنا لا أبدل الهوية
أنا لست فارسية
ولا أمريكية
أنا سوف أبقى حرة عراقية
وقالت أيضاً
أنا مهما جارت بيَ الأيام
ومها فعل الغزاة
ومها أرادوا ليَ الخراب
سوف أتحدى
وأبقى أتحدى
الى أن يصحو أبنائي من سباتهم
ويطردوا من دنسَ حرمتي وعفتي
وإن لم يصحوا
فأنا أأمنكَ أمانةً
وأرجو أن تقول
لهم
إن لم يصحوا
ويضعون يدهم بيدي
سأثور وحدي
وسأنشق وأبتلع كل الغزاة
وأبتلع معهم كل الخونة
فأبكتني الصحراء
من شدة قولها
وشدة ألمها
فبكت
وبكيتُ معها
وابتدت بالبكاء
وأجهشت
وهيَ
تناجي
عقول... سلبت
وقلوب... قفلت
وإرادة... حطمت
لكني رأيتُ فيها
عناد وكبرياء
أفرحتني وأبكتني
أفرحتني
بعنادها وكبريائها
وأبكتني
بمناجاتها
للذينَ لا يسمعون المناجاة
وعند ذلك
قلتَ
هنيئاً لكَ بلدي
فهذه الصحراء
صحراء بلدي

وبعد ذلك
قررت
التوقف الى هذا الحد
لاكمل تأملاتي في وقت آخر
لعل الحال غير الحال
ولعل جروح بلدي قد شفت واندملت
...............................
...
.
.
كلماتي لبلدي الجريح..
.

كلمات رائعة وان شاء الله الابداع ولموفقية تقبل مروري